responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 332

كما صرح بعض آخر: إنّ «العدو» تطلق على‌ المفرد والمثنى‌ والجمع‌ [1].

والآية السادسة هي من آيات سورة محمد صلى الله عليه و آله التي أُشير فيها إلى‌ حجب متعددة من حجب المعرفة، فتارة تعدّ الفساد في الأرض وقطع صلة الرحم سبباً للعمى‌ الباطني لهم الآية 23، وتارة اخرى تعد ترك التدبر في القرآن بمثابة الأقفال على‌ القلوب.

والآية المذكورة تعدُّ تزيين الشيطان وتسويلاته سبباً لارتداد الضالين، حيث يتبين لهم الحق ويؤمنون به أولًا، ثم ينحرفون عنه من جراء تسويلاته وتزيينِهِ لهم إلى‌ درجة يفتخرون فيها بضلالتهم الأخيرة.

من هم المشار إليهم في الآية؟

هذا ما بحثه المفسرون وانقسموا من جرائه إلى‌ فريقين، فبعض يقول: إنّهم اليهود، حيث كانوا مؤمنين بالرسول صلى الله عليه و آله قبل ظهوره وذلك لوجود العلامات المذكورة في‌كتبهم عن ذلك الرسول، ثم سلكوا سبيل العناد والمخالفة له بعد ظهوره، ويُعدُّ هذا نوعاً من الارتداد.

وبعض يقول: إنّها تشير إلى‌ المنافقين الذين آمنوا في البداية ثم ارتدوا بعد ذلك، أو أنّهم آمنوا ظاهراً وهم كافرون باطناً، لكن مع الالتفات إلى‌ كون الآيات التي سبقت هذه الآية والتي تليها ناظرة إلى‌ المنافقين، لا يبعد أن تكون هذه الآية تشير إليهم كذلك فالمراد من الآية- إذن- المنافقون الذين آمنوا في البداية ثم ارتدوا بعد ذلك.

إنّ‌ «أملى‌ لهم» من مادة «املأ» أي الإِمهال‌ [2]، والمراد منها هو الآمال البعيدة التي يوحيها الشيطان للإنسان، الآمال التي تشغل فكر الإنسان وتزين له الباطل وتبعده عن الحق.

أمّا الآية السابعة والأخيرة فقد أنذرت الناس- بتعبير وافٍ- بأن وعد اللَّه حق، ثم ذكر


[1]. تفسير المنار، ج 8، ص 5.

[2]. ينبغي الالتفات هنا إلى‌ أنّ أصل هذه المادة هو (مَلْو) لا (مَلأَ)- بالهمزة-.

نام کتاب : نفحات القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 332
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست