إنّ رجلًا وامرأة من اليهود زنَيا، وكانا ذوي شرف، وكان في كتابهم الرجم،
فكرهوا رجمهما لشرفهما، فرجعوا في أمرهما إلى النبي الأكرم صلى الله عليه و آله
رجاء أن يكون عنده رخصة في ترك الرجم فحكم الرسول صلى الله عليه و آله بالرجم
فأنكروا ذلك فقال عليه الصلاة والسلام: بيني وبينكم التوراة فإنّ فيها الرجم فمن
أعلمكم؟
قالوا: عبداللَّه بن صوريا الفدكي، فأتوا به واحضروا التوراة، فلما أتى على
آية الرجم وضع يده عليها، فقال ابن سلام الذي كان على ملة اليهود وأسلم.
قد جاوز موضعها يا رسول اللَّه، فرفع كفّه عنها فوجدوا آية الرجم، فأمر النبي
صلى الله عليه و آله برجمهما فرجما، فغضبت اليهود لعنهم اللَّه لذلك غضباً شديداً
فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية [1].
يقول القرآن في هذا المجال: «الَمْ
تَرَ الَى الَّذِينَ اوتُوا نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ الى كِتَابِ
اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيْقٌ مِنهُمْ وَهُمْ
مُعْرِضُونَ».
«يفترون» من مادة «الافتراء» ومن أصل «فري» الذي يعني القطع وشق الجلد بهدف الإصلاح، إلّاأنّه قد تستعمل في صيغة «الافراء» فتعني القطع
بهدف الافساد، و «الافتراء» معناه واسع، أي القطع سواء كان بهدف الإصلاح أو الافساد، بالرغم من استعماله
في أغلب