responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نفحات القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 277

وتستعمل هذه المفردة- أحياناً- بمعنى‌ «كريه الرائحة» من باب أنّ الرائحة الكريهة تستخلف الرائحة الجيدة إذا ما ذهبت.

وقال البعض: إنّها بمعنى‌ الانحطاط والميل إلى‌ الامور الدنيئة لانَّ هذا المَيْل يدلّ على‌ التخلف‌ [1]، إلّاأنّ المعنى‌ الأول أنسب من بقيّة المعاني.

وعلى‌ أيّة حال، فإنّ محبي الرفاه وطلاب العافية غير مستعدين للايثار والتضحية عند الأزمات والكوارث الاجتماعية، وهم مستعدون لأنّ يُجعلوا في صفوف الأطفال والمرضى‌ دون أن يلتحقوا بصفوف المجاهدين، ويقول القرآن فيهم، في نهاية الآية نفسها:

«وَطُبِعَ عَلى‌ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ‌».

نعم، إنّ حبّ الراحة والرفاه كالحجاب الذي يمنع من الرؤية الفكرية الصحيحة، فهؤلاء لا يدركون أنّ السعادة ليست بالأكل والشرب، بل قد تكون في الحضور في ميادين الجهاد، وفي التخضب بالدماء، وبلقاء اللَّه، إلّاأنّ الذي لا يفهم هذه الامور يستهزئ بها.

وتشير الآية الثانية إلى‌ المعذورين عن الجهاد مثل الضعفاء والمرضى‌ والذين لا يملكون الوسيلة للقيام بهذا الأمر، بينما تشتاق إليه قلوبهم، وتصب دموعهم لعدم اقتدارهم على‌ الانفاق، يقول اللَّه فيهم: «إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِيْنَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ‌».

ثم يضيف: «وَطَبَعَ اللَّهُ عَلى‌ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَايَعْلَمُونَ‌» وذلك لأنّ الميل إلى‌ الراحة جَعَلَ حجاباً سميكاً على‌ قلوبهم فلا يكادون يفقهون شيئاً، إنّ كلتا الآيتين توضح حقيقة واحدة وهي العلاقة بين «التخلف عن الجهاد لأجل الراحة والصحة» و «عدم إدراك الحقائق».


[1]. تفسير الكبير، ج 16، ص 163.

نام کتاب : نفحات القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 277
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست