قبل كل شيء ينبغي الخوض في البحث عن المفردات المختلفة والظريفة التي استعملت
في الآيات السابقة التي أشارت إلى حجب المعرفة وحرمان الإنسان منها، كلُّ منها
تشير إلى مرحلة من مراحل انحراف ذهن الإنسان وحرمانه من المعرفة، فتبدأ بالمراحل
الأضعف، وتنتهي بمراحل أشد وأقوى من الحرمان بحيث تسلب الإنسان قدرته على
التمييز، بل تصوّر له الحقائق بالعكس فيرى الشيطان- من جرائها- مَلَكاً بريئاً،
والقُبح حُسناً، والباطل حقاً!
إنّ «زيغ» تعني- كما يقول كثير من أئمة اللغة- الانحراف، أو الانحراف عن الحق والصواب،
ولهذا جاء في القرآن: «رَبَّنَا لا تُزِغْ
قُلُوبَنَا». (آل عمران/ 8)
و «رَانَ» من مادة «رَيْن» (على وزن عَين) وهو الصدأ الذي يصيب بعض الفلزات. هذا ما
قاله الراغب في مفرداته، وقد قال بعض أهل اللغة: «إنّه قشر أحمر يترسب من الهواء
ويظهر على سطح بعض الفلزات مثل الجديد»، وهذا الصدأ علامة للإستهلاك والتلف
وزوال