هناك عيب
كبير يتخلل نظرتنا على الدوام و هو: لايلفت إنتباهنا عادة في حياتنا اليومية سوى
الأشياء التي تصطدم بها بصورة إستثنائية، أمّا تلك التي نعيشها دائماً و بصورة
مرتبة- مهما كانت خارقة و عجيبة و تنطوي على الدروس و العبر- فقلّما تسترعي إليها
إنتباهنا! فعادة ما يتجمع الناس حول مشهد أو لوحة أو ثوب مهما كان عديم الأهميّة
إن كان متفاوتاً مع مارأيناه لحدّ الآن على أنّه موضوع يثير التعجب و الدهشة،
بينما لا تثير مشاعرنا و أفكارنا أجمل و ألطف و أعمق كائنات هذا العالم إن كانت
معنا دائماً، إنّنا نعرف الكثير من الأفراد الأفذاذ والخارقين وليس لهم من عيب
سوى أنّهم يعيشون بيننا و على مقربة منّا، ومن هنا لا نعير نبوغهم أيّة أهميّة
ولا نكترث لأفكارهم السامية و روحهم العالية! و بالعكس فإنّنا نعرف بعض الأفراد
العاديين الذين نطريهم بمختلف طقوس الإحترام والإعتزاز، و ما ذلك إلّالأنّهم ماتوا
و إنقطعوا عنّا، إنّ هذا نوع من الاسلوب السطحي الساذج في التفكير، و المؤسف له
أنّه يسود كافة