أجل تخدير
الأرواح المريضة و العاجزة، وعليه فالعقاب الإلهي لاينطوي علىأي عنصر إنتقام. كما
لا ينطوي على «عنصر تربوي» بالنسبة لمرتكب الذنب أو الآخرين، فمركز التربية هو هذا
العالم و ليس هنالك من فرصة في العالم الآخر، و عليهفإنّ العقوبات في العالم
الآخر ليست مثل القوانين الجزائية و لعقوبات فيعالم الدنيا، فمثل هذه العقوبات
تختزن الجانب التربوي، بينما لا معنى لهفي الحياة الآخرة.
***
يمكن الردّ على التساؤلات السابقة من خلال
الإلتفات إلى حقيقة و هي أنّ العقاب الاخروي و الجزاء في القيامة ليس إلَاآثار و
نتائج الذنوب والمعاصي في روح الإنسان و جسمه و كذلك تجسمها. توضيح ذلك: هنالك
عدّة آيات قرآنية و روايات إسلامية ذات عبارات رائعة بشأن رابطة هذا العالم بعالم
الآخرة يمكنها كشف الإغماض المذكور، مثلًا ورد في الآية 20 من سورة الشورى:
«مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الَاخِرَةِ نَزِدْ لَهُ في حَرْثِهِ».
فالتعبير بالحرث يفيد أنّ الثواب و العقاب في ذلك العالم ليس سوى نتائج أعمال
الإنسان. و ورد في الآية 15 من سورة الجن: «امَّا
الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبَاً». و نخلص من
ذلك إلى أنّ النار ليست سوى الصورة الأخرى لأعمال الأفراد، وجاء في الآية 39 من
سورة الصافات: «وَ مَا تُجْزُوْنَ إِلَا مَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ».
و يفهم من ذلك أنّ الثواب أيضا هو ذات الأعمال و الذي يستفاد من