الدليل العقلي الثالث: لو كان الموت نهاية لكان
خلق الإنسان عبثاً
لايمكن فصل
الإيمان بمبدأ للعلم و الحكمة في عالم الوجود عن الإيمان بحياة ما بعد الموت،
لنفرض أن فخّاراً يصنع آنية، فما إن ينتهي منها حتى يضربها بالأرض و يكسرها، فهل
من شك في حماقته؟ و هل نعتبره عاقلًا مهما أضفى عليها من الجمالية و جعلها تحفة
فنية واقعية إن كسرها عبثاً؟ بل إفرض أنّ مهندساً ثرياً و ماهراً و له ذوق سليم
يقوم ببناء عمارة ضخمة وجميلة بأفضل مواد البناء و وفق أدق الخرائط و بتكاليف
كثيرة بحيث تثير تلك العمارة إعجاب كل من ينظر إليها، أو أن يقوم ببناء سد عظيم، و
ما أن ينتهي من بناء تلك العمارة الضخمة أو هذا السد العظيم حتى ينظم مراسم ويدعو
جميع الشخصيات لإفتتاحه، و في الغد نطالع في الصحف أنّ المهندس المذكور قام بتفجير
العمارة و السد بالديناميت، ثم تحدث للصحفيين قائلًا أنّ هدفه من تلك العمارة هو
الاستراحة فيها ليوم