ان الكافر الذي أسلم لا يكلف بقضاء الصلاة و الصيام الفائتين منه حال كفره
كذلك لا يكلف بإعطاء الزكاة عن السنين الماضية حال كفره. هذا ما عليه المشهور بل
لم ينقل عن أحد غير صاحبي المدارك و الذخيرة التوقف فيه، حيث طعنا كما انه يمكن
المناقشة في الدلالة بان الجب هو القطع، على ما ذكره الطريحي في مجمع البحرين و
معنى الحديث على ما ذكره: ان التوبة تجب ما قبلها من الكفر و المعاصي و الذنوب و
الإسلام يجب ما قبله.
و المستفاد من ذلك انه كما تلغى التوبة كل تبعة كانت على العاصي و المذنب كذلك
الإسلام يلغي كل تبعة على الكافر أيام كفره، فلا يعاقب على ذلك و هذا لا ربط له
بالتكليف، ثمَّ ان الحديث لو تمَّ سنده فإنه يتضمن الامتنان نظير الامتنان في حديث
الرفع أو نفي العسر و الحرج أو نفي الضرر، و هو انما يتم إذا لم يعارض بالامتنان
في مورد آخر و في المقام يكون الامتنان على الكافر بإسقاط الزكاة عنه معارضا لحق
الأصناف الثمانية في الزكاة!.
هذا مضافا الى إشكال عقلي و هو ان البعث سبب الى العمل المبعوث اليه، فاذا كان
العمل المبعوث اليه مقيدا بالإسلام و كان الإسلام مسقطا للتكليف يلزم من علية
الشيء لعدم نفسه و هو مستحيل! هذا و الانصاف ان شيئا مما ذكره لا يمكن المساعدة
عليه و يرد عليه:
أولا- ان سند الحديث منجبر بعمل الأصحاب بل علماء الإسلام من الأصحاب و غيرهم.
ثانيا- ان عطفه على التوبة لا يوجب تضييق مفهومها بعد إطلاقها.
ثالثا- ان الامتنان على من تجدد إسلامه أقوى بمراتب من الامتنان على مستحقي
الزكاة، بل لا دليل على انحصارها بموارد الامتنان.