على غير حكم الحق و فعله فكل شيء يعلمه المؤمن بينهم لمكان التقية مما لا
يؤدى الى الفساد في الدين فهو جائز» [1].
أقول- لا ينبغي الشك في عدم اختصاص التقية لغة و لا اصطلاحا و لا دليلا بخصوص
ما كان في قبال المخالفين في المذهب من العامة، لما قد عرفت من انها هي إخفاء
العقيدة أو عمل ديني لما في إظهاره من الضرر، و ان ملاكها في الأصل قاعدة الأهم و
المهم و ترجيح المحذور الأخف لدفع محذور الأهم، و انها قاعدة عقلية تشهد به جميع
العقلاء على اختلاف مذاهبهم و مشاربهم، و لو أنكره بعض باللسان لبعض الدواعي فهو
مؤمن به بالجنان و يظهر في اعماله و أحواله عند اضطراره اليه.
و من الواضح انه ليس في شيء من ذلك اختصاص بالمخالفين، بل لا فرق في ذلك
بينهم و بين الكافرين أو ظلمة الشيعة، بل ما يبتلى به كثير من الناس و لا سيما
الضعفاء في قبال ظلمة الشيعة أكثر و أهم مما يبتلى به تجاه غيرهم، و ان لم يكن ذلك
في العبادات بل كان في غيرها.
هذا مضافا الى ورود كثير من روايات الباب بل بعض الايات من الذكر الحكيم في
التقية من الكافرين و أشباههم مثل ما ورد في إبراهيم عليه السلام و تقيته من قومه،
و تقية مؤمن آل فرعون، و ما ورد في تقية عمار ياسر من مشركي مكة و غير واحد من
المسلمين الأولين منهم أيضا.
و ما ورد في حق رجلين أخذهما مسيلمة الكذاب و أجبرهما على الشهادة بنبوته
فأظهر واحد الكفر و نجى و لم يظهر الأخر فقبل فبلغ الخبر النبي صلّى اللّه عليه و
آله و سلم فاستصوب فعل كل واحد لما فيه من مصلحة خاصة.