قد عرفت ان حقيقة اليد هي الاستيلاء و السيطرة على الشيء بحيث يمكن لصاحبها
التصرف فيه كيفما شاء، و التغلب فيه كيفما أراد، فهي لا تتكيف بكيفية خاصة، بل
تختلف باختلاف الحالات و المقامات؛ فربما يكون نحو من الاستيلاء محققا لليد في
مقام و لا يكون كذلك في مقام آخر، أو بالنسبة إلى شيء دون آخر؛ أو حالة دون اخرى؛
و المعيار في جميع ذلك هو العرف.
فقد تتحقق اليد بكون الشيء في يد الإنسان حقيقة، كالفلوس إذا كانت في كفه.
و اخرى تكون بالتعلق ببدن الإنسان، كالقميص الذي لبسه، و الحذاء في رجله و
المنظرة على عينه، و الفلوس في كيسه؛ و الشيء على عاتقه.
و ثالثة تكون بركوبه، كركوب الدابة أو ركوبه في محل خاص كالسائق للسيارة؛ فان
استقراره في محله سبب لاستقرار يده عليها، دون غيره من الركاب.
و رابعة بأخذ زمامه كما يأخذ المكاري زمام الناقة و أمثالها، أو المشي في
جانبه كما يمشى هو أيضا على جانب القافلة على الوضع الخاص لو كان.
و خامسة بالسكون فيه كسكون الإنسان في الدار و في الدكان و شبهه.
و سادسة بكون مفتاحه بيده؛ و ان لم يكن ساكنا فيه كما في الدور و الخانات و
الدكاكين و غيرها إذا كانت غير مسكونة.
و سابعة بالعمل فيها بالمباشرة أو التسبيب كما في عمل الفلاحين في الأراضي
الزراعية بالزرع و انحصاد و غيرهما، إذا لم يكن سبب آخر هناك تحقق سيطرتهم و
استيلائهم عليها؛ الى غير ذلك من الأنحاء و الاشكال التي يطلع عليها من سيبر موارد
الملك بين العقلاء و العرف.