(4)- التّرابط الوثيق بين الأخلاق و المعاملات
الاقتصادية
هناك اختلاف
كبير بين المذاهب الاقتصادية المادية و الإلهيّة في هذه المسألة، ففي المذاهب
المادية لا نجد هناك أي ارتباط بين هذين المقولتين- أي الأخلاق و الاقتصاد- فلا
تأثير للأخلاق في المعاملات الاقتصادية، و لذا كان الاقتصاد في المذاهب الماديّة
جافّاً تماماً، و فاقداً للروح الإنسانية، لأنّ المعيار في هذا النمط من التفكير
هو الربح الأكثر في جهد أقل، و من أي طريق كان، فكلّما كان الربح أوفر، و العمل و
الجهد المبذول أقل، ارتفع المؤشر البياني لصالح العملية الاقتصادية هذه، و عدّ ذلك
من علامات النجاح و التوفيق، و لا ارتباط للقيم الأخلاقية بهذا القانون الاقتصادي،
و لذا تعدّ الكثير من الأساليب الملتوية للكسب، و النشاطات الاقتصادية المنحرفة من
تهريب المخدرات، و إنتاج الأسلحة الفتاكة و ذات الدمار الشامل كالقنابل الذرية، و
حتى النخاسة و بيع الرقيق من القنوات المشروعة و السائغة في اقتصاد هاتيك البلدان
ما دامت تضمن للعاملين عليها الربح الوفير، و المردود المادي الكثير. لأنّ هذه
المذاهب لا تعترف بشيء اسمه