يتركوا هذه السّنة الحسنة و لا ينسوا تذكير النّاس بها من خلال المنابر و
المساجد، لأنّ هذه الأعمال مهما كانت صغيرة و بسيطة، فإنّها تؤثر بصورة كبيرة على
ثقافة النّاس و إنقاذهم من مشكلات عديدة و كبيرة، إلى الحد الذي بإمكانها أن تزلزل
دعائم المجتمع و الأسرة، و ليس هنا مجال لشرح ذلك.
المشكلة الكبيرة للبنوك
بالرغم من أنّ البنوك في بلدنا الإسلامي اتخذت طابعاً شرعيّاً و إسلاميّاً حسب
الظاهر، و لكنّنا كلّما أمعنا النّظر في هذا الأمر، وجدنا أنّنا تفصلنا فاصلة
كبيرة في أسلمه البنوك، مع أنّه ليس من السّليم إنكار ما تحقق من خطوات مفيدة و
إيجابيّة في هذا السّبيل، و من أجل أسلمه البنوك بصورة كاملة و شرعيّة، لا بدّ من
الالتفات إلى عدّة أمور دقيقة:
1- لا بدّ من تشغيل أموال النّاس و استثمار رءوس الأموال المودعة في البنك في
الأعمال الإنتاجيّة و النّشاطات التّوليدية، سواء كانت صناعيّة أو زراعيّة أو
حيوانيّة أو تجاريّة، و هذه الأمور لا بدّ أن يكون لها واقعٌ خارجيٌّ فلا يصح
الاكتفاء بها في عالم الخيال و كتابتها صفحات الورق.
2- أن يقوم البنك بإعطاء التّسهيلات البنكيّة و الإشراف الكامل على المستثمرين
الذين استلموا رءوس الأموال هذه من البنك، بأن يستثمروها في النّشاطات المفيدة و
البنّاءة، و تشغيلها في مفاد العقود الموقّعة مع البنك، و لا يصح مطلقاً أن يكتفي
البنك بأخذ الأرباح من طرق شرعيّة، و تكون