بمثابة قرض
جديد، و يأخذ المرابي أرباح كلا القرضين، فلو لم يستطع المقترض الوفاء بدينه في
المدّة المعلومة مع الربح (أي مائة و عشرين ألف درهم في المثال المذكور) فإنّ
المالك يعطيه فرصة أخرى لتسديد المائة و عشرين ألف درهم مع فائدتها، فيتضاعف رأس
المال و الفائدة أيضاً، فيجب على المدين في السنة القادمة- مضافاً إلى تسديد رأس
المال المقرّر و الربح المذكور في السنة الأولى- أن يسدد للمرابي أرباح مائة و
عشرين درهم لهذه السنة أيضاً. و هذا الاحتمال يتلاءم أكثر مع عبارة
(أَضْعافاً مُضاعَفَةً)، و هذا النوع من الرِّبا أقبح أنواع
الرِّبا، لأنّه سوف يؤدي إلى زيادة فقر المدين- و تراكم الثروات لدى الأغنياء
المرابين، و تزداد الفاصلة يوماً بعد آخر بينهما- و ذلك لتراكم الفوائد و مجموع
القروض على المدين في مدّة ليست بالطويلة لتصل إلى أضعاف ما كانت عليه في السابق،
فتكون سبباً في انهيار معيشته، و تدمير حياته [1].
و الذي نقف عليه من التاريخ و الرّوايات هو أن هذا النوع من الرّبا، يعني أكل
الرّبا أضعافاً مضاعفة كان متداولًا في عصر الجاهلية.
3- الاحتمال
الثالث في عبارة (أَضْعافاً مُضاعَفَةً)
أن تكون قيداً توضيحيّاً للمراد، لأنّ جميع أنواع الرِّبا تشمل على هذا القيد،
فكلّ ربا يستلزم تضاعف و تراكم الأموال أضعافاً مضاعفة و إن كان على شكل
[1] و للمزيد من الاطلاع على تفسير هاتين
الآيتين راجع تفسير الأمثل المجلد الثاني ذيل الآية الكريمة.