responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الربا و البنك الاسلامي نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 13

الناس في مكة و المدينة، و لذا جاء أمر القرآن الكريم بشجب القروض الرّبويّة على جميع الصعد و المراتب، و أمر المسلمين بالتوقف عن الاستمرار في هذه المعاملات الماليّة.

ثمّ يضيف القرآن الكريم بلحن شديد، و تهديد جدّي‌ (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا- أي إن لم تتركوا الرِّبا و تطيعوا الله و رسوله- فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ).

قد يظن البعض أنّ مفهوم هذه العبارة أنّكم سوف تعلنون الحرب على الله و رسوله، في حين أنّ جملة (فَأْذَنُوا) مع ملاحظة المفهوم اللغوي منها يكون المراد بها أنّ الله و رسوله سوف يعلنون الحرب عليكم، فيكون معناها و مفهومها هو: أنّ الرسول الكريم في ذلك الزمان سيكون مأموراً باستعمال القوّة العسكرية في حالة ما إذا لم يكفّ المرابون عن عملهم هذا.

إجمالا، لا نجد تعبيراً في آيات القرآن الكريم أشدّ من هذا التعبير بالنسبة إلى أيٍّ من الذنوب و الآثام المتصورة، و هذا يشير إلى شدّة خطر الرِّبا في المنظور الإسلامي و فداحة ضرره. و في نهاية الآية الشريفة يضيف القرآن الكريم مراعياً الحق و العدالة بقوله‌ (وَ إِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَ لا تُظْلَمُونَ).

و قد جاء في شأن نزول الآيات المذكورة أعلاه أنّ خالد بن الوليد قال لرسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم): إنّ أبي كان يتعامل مع قبيلة ثقيف بالرِّبا، و قد غادر الدنيا و لم يستوف حقّه منهم، و قد أوصى أن أستلم بقية الأموال التي في ذمة قبيلة ثقيف منهم، فهل يجوز لي هذا العمل؟ فنزلت الآيات أعلاه و هي تنهى عن استلام بقية الأرباح المستحصلة من الرِّبا في أيدي الناس، و في رواية أخرى‌

نام کتاب : الربا و البنك الاسلامي نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست