و لكن قبل الدخول في الموضوع لا بدّ من الاشارة الى بضع نقاط:
1- هل البحث في هذا الموضوع يثير الخلاف؟
بعض الناس ما أنْ يطرق سمعهم الكلام حول الامامة حتى ينبرون فوراً قائلين إنَّ
الظرف اليوم لا يسمح بذلك. فاليوم هو يوم وحدة المسلمين، و الكلام عن خليفة الرسول
الاكرم صلى الله عليه و آله سيكون سبباً للتفرقة و تشتت الكلمة، أو أنَّ لنا اليوم
أعداء مشتركين يجب أنْ نوجه اهتمامنا اليهم: و هم الصهيونية و الاستعمار الغربي و
الشرقي. و عليه يجب أنْ نتجنب المسائل الخلافية التعصبية.
غير أنَّ هذا الطّراز من التفكير يعتبر خطأ محض، للاسباب التالية:
أوّلًا: إنَّ ما يسبب الخلاف و التشتت يدخل ضمن البحوث
غير المنطقية المثيرة للاحقاد.
أمّا البحث المنطقي الاستدلالي البعيد عن التعصب و العناد و الخصام، و الذي
يجري في جو من الود و الصداقة، فإنَّه فضلًا عن كونه لا يسبب التفرقة فإنَّه يقلل
مسافة الانفصال و يقوي نقاط الالتقاء المشتركة.
إنّني في سفراتي المتكررة لزيارة بيت اللَّه الحرام بمكة، و من خلال مناظراتي
مع علماء أهل السنة، كنت أحس، كما كانوا هم أيضاً يحسون، بأنَّ هذه المناظرات
فضلًا عن كونها ليس لها أي أثر سيئ على علاقاتنا، فانَّها أرست أسس التفاهم و حسن
الظن، و التقارب و أزالت ما قد يكون في بعض الصدور من ضغينة.
المهم أنَّ هذه البحوث توضح الكثير من نقاط الالتقاء فيما بيننا، ممّا يمكن
لنا