وتلا ذلك إزدياد عرض البضائع عن الحد المعقول، وقلّة نسبة الطلب على هذه
البضائع، الأمر الذي أدّى إلى بطالة عجيبة شملت كل القطاعات، وقد أمر روزفلت رئيس
الولايات المتحدة آنذاك بطبع أوراق نقدية بدون غطاء لمواجهة هذه الأوضاع، وبدأ ما
يصطلح عليه بتغذية السوق بالأموال بهذه الطريقة.
و قد أعطيت هذه الأموال التي يجب أن يُطلق عليها «أموال مصطنعة» إلى الشركات
لكي تتمكن من تسديد ديونها، وهذا العمل أدّى إلى التضخم وارتفاع الأسعار بشكلٍ
فاحش. [1]
و الحال أنّه إذا لم تكن مسألة القروض الربوية مطروحة لم تتسابق البنوك
الربوية لاعطاء القروض والاعتبارات، ولم يُصب النظام النقدي بمثل هذه الأزمة ولم
يضطرب نظام العرض والطلب هذا الاضطراب.
إنّ الاقتصاد السليم يجب أن يبنى على أساس سيادة «العمل» وليس «رأس المال».
فالعمل لا بدّ أن يكون هو الحاكم في الصناعة والزراعة وتربية الماشية والتجارة
السليمة، بينما الشيء الوحيد المغيب الذي لا وجود له في النظام الربوي هو تحكم
العمل، لأنّ الكسب والفوائد تدور فقط حول محور إحتكار رؤوس الأموال والاستفادة من
مرور الزمان.
و من المناسب أن نذكر حديثاً عن الإمام الصادق عليه السلام عندما جاءه شخص
وقال: أعرف شخصاً يأكل الربا ويسميه «لبا»!
فقال الإمام عليه السلام: «لئن أمكنني اللَّه لأضربن عنقه».
و اللبا هو أول اللبن الذي يخرج من الإنسان أو الحيوان، وله فوائد