و ممّا يدلّ
على ذلك (دلالةً قويّةً) ما ورد بطريقين مختلفين في أبواب الذبح عن الامام الصادق
عليه السلام عن آبائه عن جدّهم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أنّه قال:
«انّما جعل هذا الأضحى لتشبع مساكينكم من اللحم
فأطعموهم». [1]
و إذا تأملت
في هذه الرواية علمت أنّ الأضاحي التي تؤتى بها في الحج حالياً (و لا تصرف لإطعام
الفقراء و إشباعهم) خارجة عن نطاق أوامر الشرع!
و الرواية و
ان ذكرها صاحب الوسائل في أبواب الأضحية المستحبّة، و لكن مفادها عام يشمل الجميع.
دفع شبهة
مطلوبية مجرّد إراقة الدم
إن قيل:
هناك روايات تدل على مطلوبية مجرد إراقة الدم، مثل ما رواه شريح بن هاني عن علي
عليه السلام أنّه قال:
«لو علم الناس ما في الأضحية لاستدانوا و ضحّوا،
إنّه ليغفر لصاحب الأضحية عند أوّل قطرة تقطر من دمها» [2]
و ما رواه
بشر بن زيد قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لفاطمة عليها السلام:
«اشهدي ذبح ذبيحتك، فإنّ أول قطرة منها يغفر
اللَّه بها كلّ خطيئة عليك إلى أن قال هذا للمسلمين عامّة».
[3]
قلنا:
التمسّك بمثل هذه الرّوايات لمطلوبية مجرّد إراقة الدم و اعتبار الموضوعية لها،
كما ترى، لأنّ كلّ من ألمّ بفنون الكلام عرف أنّ مثل هذا التعبير كناية عن سرعة
أثر الأضحية للمضحّي بلا فصل و من دون مهملة،
[1]- الوسائل، الباب 60 من أبواب الذبح، الحديث
10 و 4.
[2]- راجع الوسائل، الباب 64 من أبواب الذبح،
حديث 2.
[3]- راجع الوسائل، الباب 36 من أبواب الذبح،
حديث 4.