ج: هناك
تغييرات حدثت في شعائر الحجّ و كانت مورد اهتمام جميع المؤرّخين الإسلاميين
لحساسية الموضوع بالنسبة إلى جميع المسلمين، و لذلك فمن البعيد عدم وجود عمود في
السابق في ذلك المحل و قد بني في العصور اللاحقة و لم يذكر ذلك في كتب المؤرّخين.
الجواب: لقد
ثبت من خلال قرائن عديدة أنّ الأعمدة لم تنصب هناك بحيث تكون بمثابة تغيير في
مناسك الحجّ و شعائره بل هي بمثابة العلامة فقط، و قد رأينا في سفراتنا السابقة
للحجّ أنّهم كانوا يضعون مصباحاً في ذلك المكان كعلامة لمن يريد الرمي في الليل.
و في هذا
الوقت أيضاً هناك علائم و لوحات متعددة لتعيين حدود عرفات، منى، المشعر، و هذه
العلامات لا تثير أية حساسية لدى الأشخاص لأنّها ليست سوى علائم لتلك المناطق.
د: إنّ رمي
الأحجار بصورة (خذف) [1] يعتبر من جملة المستحبات التي
يفتي بها أكثر الفقهاء المحترمين، و الرمي بهذه الصورة يتناسب مع وجود المكان
المرتفع لا المكان المساوي مع الأرض.
الجواب: إنّ
هذا الحكم المستحب ليس فقط لا دلالة له على وجود العمود من حيث كونه يجتمع مع حالة
وجود العمود و مع كون الجمرة بمعنى مجتمع الحصى أيضاً، بل إنّ رمي الأحجار بهذه
الصورة ينسجم مع عدم وجود العمود أكثر، لأنّ اصابة العمود بهذه الصورة و من مسافة
10 أو 15 ذراع كما
[1]. الخذف على وزن (حذف) و المشهور عند العلماء
هو أن يضع الحصى بين الابهام و ظفر السبابة و يرمي الحصى.