و عند ما
نلاحظ موارد استعمال كلمة (عظيم) في القرآن الكريم فسوف نرى أنّ هذه المفردة تطلق
على كلّ ما من شأنه أن يكون كبيراً في نوعه أو عظيماً و واسعاً.
ب: ورد في
بعض الروايات: «ثمّ ائت جمرة القصوى التي عند العقبة فارمها من قبل وجهها و لا
ترمها من أعلاها» [1].
و هذا
التعبير يمكن أن يكون اشارة إلى العمود الذي ورد النهي عن رميه من أعلاه.
الجواب: و
هذا التفسير للرواية غير صحيح أيضاً، لأنه لو كان المقصود بيان هذه الحقيقة، و هي
أنّه لا ينبغي الرمي من الأعلى بل يجب الرمي على الجمرة من الجهة المقابلة للشخص
فإنّ كلمة (من) لا يكون استعمالها صحيحاً هنا بل يجب القول (فارم وجهها و لا ترم
أعلاها) لأنّ (رمى) فعل متعدي و يتعدى بدون (من) فيقال (رميت الجمرة) و لا يقال
أبداً (رميت من الجمرة).
و النتيجة هي
أنّ كلمة (من) تشير إلى المحل الذي يقف عنده الشخص لرمي الجمرة، و كما تقدّم أنّ
الجمرة تقع في وسط منحدر، و قد ورد الأمر بالرمي من الجهة السفلى لا من جهتها
العليا، أي لا ينبغي الاستدارة على الجمرة و الذهاب إلى أعلى المحل، لأنّ رسول
الله (صلى الله عليه و آله) كان يرمي الجمرة من الأسفل.
[1]. الوسائل، ج 10، من أبواب «رمي جمرة
العقبة»، الباب 3، ح 1.