غير المأكول و اللحم في معدته لم يهضم بعد لم يضرّ ذلك بصلاته، و لم تكن من
قبيل الصلاة في غير المأكول، و المقام أولى بالصحّة.
خامساً: في حكم الوصيّة:
لقد ظهر ممّا ذكرنا أنّ الأخذ من بدن الميّت المسلم جائز عند الضرورة سواء
أوصى بذلك أم لم يوصِ؛ للإذن في ذلك من الشارع المقدّس.
و تظهر الثمرة في وجوب العوض و عدمه، فلو أوصى بأن تعطي بعض أعضاء بدنه
مجّاناً لكلّ من يحتاج إليه أو لشخص بعينه لم يجب عليه العوض، و أمّا لو كان ذلك
بدون الإيصاء به فقد عرفت وجوب العوض، و أنّه حق متعلّق بالميّت تؤدّى منه ديونه،
و إلّا يصرف في وجوه البرّ، و ثوابه له.
سادساً: حكم شراء الجاهل بغصبية الأعضاء المأخوذة من الحيّ أو الميّت:
لو اشترى شخص بعض الأعضاء المأخوذة من بدن الحي أو الميّت- كالمأخوذة في بعض
العمليات الجراحية التي تجري من قبل أطباء غير ملتزمين بقوانين الشرع و الأخلاق
لبيعها بأثمان باهضة- و كان جاهلًا بغصبيّتها، ثمّ علم بذلك بعد الانتفاع بها وجب
ردّه إن أمكن- و إن كان فرض الردّ نادراً- و إلّا كان كالمغصوب التالف، و وجب عليه
ردّ ثمنه إلى صاحبه، و يرجع بما أدّاه على الغاصب، و لو بذل للمالك أكثر ممّا بذله
للغاصب كان له الرجوع عليه بأخذ الفارق لدخول ذلك في الغرر المنهي- كما لا يخفى- و
منه يظهر حال الدم المغصوب و شبهه.
سابعاً: حكم زرع أعضاء الكافر في بدن المسلم و بالعكس:
أمّا الأوّل: فمقتضى القاعدة الأوّلية كونه نجساً، سواء أخذ من الحيّ أو
الميّت، و سواء على القول بنجاسة الكافر نجاسة ذاتية أو لا؛ فإنّه بمجرّد وصله
ببدن المسلم