4- ما رواه زرارة أيضا أنّه سمع أبا جعفر و أبا عبد اللّه عليه السّلام
يقولان: «إن اللّه تبارك و تعالى فوّض إلى نبيّه صلّى اللّه عليه و آله أمر خلقه
لينظر كيف طاعتهم؟ ثم تلا هذه الآية ما آتاكُمُ
الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا» [1].
5- ما رواه محمد بن حسن الميثمي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: «سمعته
يقول إن اللّه عز و جل أدّب رسوله حتى قومه على ما أراد، ثم فوّض إليه فقال عزّ
ذكره: ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما
نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا فما فوّض اللّه
إلى رسوله صلّى اللّه عليه و آله فقد فوّضه إلينا» [2].
و الرواية مجملة من حيث المراد من التفويض، و لا قرينة فيها بعينه بل و لا
اطلاق أيضا كما لا يخفي.
6- ما رواه أبو اسحاق النحوي قال: «دخلت على أبي عبد اللّه عليه السّلام
فسمعته يقول: إن اللّه عز و جل أدب نبيه على محبته فقال: وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ثم فوّض إليه فقال عز و جل: وَ ما
آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا و قال عز و جل:
مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ قال: و إن نبي اللّه فوّض إلى علي، و ائتمنه فسلمتم، و جحد الناس، فو اللّه
لنحبكم أن تقولوا إذا قلنا، و أن تصمتوا إذا صمتنا» [3].
و الرواية مجهولة بأحمد بن زاهر و قد قيل في حقه: ليس حديثه بذلك النقي و لم
ينص على توثيقه و لم ينقل عنه غير هذا الحديث.
ثم إنّه لا يخلو الحديث عن إجمال أيضا، و إن كان المناسب له المعنى الخامس من
معاني التفويض، أعني تفويض أمر الحكومة و السياسة، لأنّه المناسب للخلق العظيم
الذي جعل مقدمة لتفويض الأمر إليه صلّى اللّه عليه و آله فصاحب هذا الخلق العظيم
هو الذي يقدر على الولاية و الحكومة و سياسة العباد دون غيره.
7- ما رواه محمد بن سنان عن عبد اللّه بن سنان عن أبي عبد اللّه عليه السّلام
قال: «قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: لا و اللّه ما فوض اللّه إلى أحد من خلقه
إلّا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و إلى الأئمّة،
[1]. الاصول من الكافي، ج 1، باب
التفويض، ص 267، ح 5.