responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أنوار الأصول نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 2  صفحه : 169

سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا» [1] هذا بالنسبة إلى معناه اللغوي، وأمّا بالنسبة إلى الباري تعالى فقد وردت روايات كثيرة تدلّ على أنّ البداء في أمر اللَّه من الامور المسلّمة التي يترادف الاعتقاد به الاعتقاد بالتوحيد، ونحن نشير هنا إلى عدد منها:

1- ما رواه زرارة عن أحدهما عليهما السلام قال: «ما عبداللَّه عزّوجلّ شي‌ء مثل البداء» [2].

2- ما رواه هشام بن سالم عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: «ما عظّم اللَّه عزّوجلّ بمثل البداء» [3].

3- ما رواه مرازم بن حكم قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: «ما تنبّأ نبي قطّ حتّى يقرّ للَّه تعالى بخمس: بالبداء والمشيئة والسجود والعبوديّة والطاعة» [4].

4- ما رواه زرارة ومحمّد بن مسم عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: «ما بعث اللَّه نبيّاً قطّ حتّى يأخذ عليه ثلاثاً: الإقرار للَّه‌بالعبوديّة وخلع الأنداد وأنّ اللَّه يمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء» [5] إلى غير ذلك.

وبالجملة لا إشكال في أصل ثبوت البداء، إنّما الكلام في تفسيره، وقد يفترى على الشيعة الإماميّة بأنّهم يعتقدون بأنّ البداء في اللَّه هو أن يظهر له ما كان مجهولًا له، أي أنّ البداء ظهور الشي‌ء بعد الخفاء وحصول العلم به بعد الجهل، أو أنّه بمعنى الندامة، مع أنّ هذا إفك عظيم وتهمة واضحة وشطط من الكلام لا يقول به من فهم من الإسلام شيئاً، ولذا أنكر علماؤنا ذلك من الصدر الأوّل إلى اليوم خصوصاً الأكابر منهم كالشيخ الصدوق والشيخ المفيد رحمهما الله، ورواياتنا أيضاً تدلّ على امتناع هذا المعنى على اللَّه، مثل ما رواه أبو بصير وسماعة عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: «من زعم أنّ اللَّه عزّوجلّ يبدو له في شي‌ء لم يعلمه أمس فابرؤوا منه» [6].

فما هو التفسير الصحيح للبداء؟

إنّ معنى البداء الذي نحن نعتقده مبنيّ على آيتين من سورة الرعد، وهما قوله تعالى: «لِكُلِ‌


[1] سورة الجاثية: الآية 33.

[2] بحار الأنوار: ج 4، باب البداء والنسخ، ح 19.

[3] المصدر السابق: ح 20.

[4] المصدر السابق: ح 23.

[5] المصدر السابق: ح 24.

[6] المصدر السابق: ح 30.

نام کتاب : أنوار الأصول نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 2  صفحه : 169
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست