المرحلة
الاولى: مرحلة حياة الإنسان الابتدائيّة حيث لم يكن للإنسان قد ألف الحياة
الاجتماعية، و لم تبرز في حياته التناقضات و الاختلافات، و كان يعبد اللّه تعالى
استجابة لنداء الفطرة و يؤدّي له فرائضه البسيطة، و هذه المرحلة يحتمل أن تكون في
الفترة الفاصلة بين آدم و نوح عليهما السّلام.
المرحلة
الثانية: و فيها اتّخذت حياة الإنسان شكلا اجتماعيّا، و لا بدّ أن يحدث ذلك لأنّه
مفطور على التكامل، و هذا لا يتحقّق إلّا في الحياة الاجتماعيّة.
المرحلة
الثالثة: هي مرحلة التناقضات و الاصطدامات الحتميّة بين أفراد المجتمع البشري بعد
استحكام و ظهور الحياة الاجتماعيّة، و هذه الاختلافات سواء كانت من حيث الإيمان و
العقيدة، أو من حيث العمل و تعيين حقوق الأفراد و الجماعات تحتّم وجود قوانين
لرعاية و حمل هذه الاختلافات، و من هنا نشأت الحاجة الماسّة إلى تعاليم الأنبياء و
هدايتهم.
المرحلة
الرابعة: و تتميّز ببعث اللّه تعالى الأنبياء لإنقاذ الناس، حيث تقول الآية
فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَ مُنْذِرِينَ.
فمع الالتفات
إلى تبشير الأنبياء و إنذارهم يتوجّه الإنسان إلى المبدأ و المعاد و يشعر أنّ
وراءه جزاء على أعماله فيحس أنّ مصيره مرتبط مباشرة بتعاليم الأنبياء و ما ورد في
الكتب السّماويّة من الأحكام و القوانين الإلهيّة لحل التناقضات و النّزاعات
المختلفة بين أفراد البشر، لذلك تقول الآية وَ
أَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا
اخْتَلَفُوا فِيهِ.
المرحلة
الخامسة: هي التمسّك بتعاليم الأنبياء و ما ورد في كتبهم السماويّة لإطفاء نار
الخلافات و النزاعات المتنوعة (الاختلافات الفكريّة و العقائديّة