افرضوا أنكم لم تقتلوا في ساحات الجهاد و الشرف، فهل يمكنكم أن تضمنوا لأنفسكم
سنا طويلا، و عمرا خالدا؟؟ هل يمكنكم أن تمنعوا الموت عن أنفسكم أبدا و دائما؟؟
فإذا لم يمكنكم تحاشي الموت- هذه النهاية المحتّمة لكل نفس- فلما ذا تموتون في
الفراش بذل و هوان، و لا تختارون الشهادة و الموت بشرف و عز في ساحات الجهاد ضد
أعداء اللّه و أعداء الرسالة؟؟
ثمّ إن الآية الحاضرة تتضمن نقطة أخرى يجب الانتباه إليها و هي:
لقد عبّر القرآن عن المؤمنين في هذه الآية بأنهم إخوان للمنافقين في حين لم
يكن المؤمنون إخوانا للمنافقين إطلاقا، فما هذه الأنواع من الملامة و التوبيخ
للمنافقين؟ فيكون المعنى هو: إنكم أيها المنافقون كنتم تعتبرون المؤمنين إخوانا
لكم فكيف تركتم نصرتهم في هذه اللحظات الخطيرة؟ و لهذا أردف سبحانه هذه الكلمة لِإِخْوانِهِمْ بكلمة
«الذين قعدوا» أي تقاعسوا عن المشاركة في المعركة.
فهل يصحّ أن يدعي الإنسان إخوته لآخر ثمّ يخذله حين يحتاج إلى نصره و تأييده و
يقعد عنه حين يحتاج إلى حمايته؟!