إن لهذا الأسلوب- الذي لا بدّ أن نسميه بالأسلوب التربوي غير المباشر- أثرا
بالغا في تحقيق الأهداف المرجوة من البرامج التربوية و تأثيرها فيمن يراد توجيههم
و تربيتهم، و ذلك لأن الإنسان- في الأغلب- يهتم أكثر بما توصل إليه بنفسه من
النتائج و الأفكار و الآراء و ما انتهى إليه بفكره من التفاسير و التحاليل في
القضايا المختلفة، فإذا طرحت عليه قضية بصورة قطعية و صبغة جازمة، قاومها أحيانا،
و لعله ينظر إليها كما ينظر إلى أية فكرة غريبة.
و لكن عند ما يطرح عليه الأمر في صورة التساؤل الذين يطلب منه الجواب عليه حسب
قناعته الشخصية ثمّ يسمع ذلك الجواب من أعماق ضميره و فؤاده، فإنه لا يسعه حينئذ
أن يقاوم هذا الجواب و يعاديه، بل ينظر إليه نظر العارف به، و لن تعود لديه-
حينئذ- تلك الفكرة الغريبة البعيدة، بل تكون الفكرة القريبة إلى قلبه، المأنوسة
إلى فؤاده.
إن هذا الأسلوب من التوجيه و الإرشاد مؤثر غاية لتأثير خاصة مع المعاندين، و
كذا الأطفال و الناشئين.
و لقد استفاد القرآن الكريم من هذا الأسلوب التربوي الرائع المؤثر في مواضع
عديدة نذكر منها بعض النماذج:
1- هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ
الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ[1].