من هنا بالغ الإسلام في رفع معنويات المقاتلين، فمضى يقوي فيهم روح الإيمان و
الحبّ للجهاد، و الاعتزاز بالشهادة، و الاتكال على اللّه القادر المنان و بهذا بلغ
بالمجاهدين المسلمين أعلى قمم الاستقامة و الثبات، و الشجاعة و البسالة في حين كان
المشركون و عبدة الأوثان، الذين لم يكونوا يعتقدون إلّا بأصنام صم بكم لا تضر و لا
تنفع، و لا يؤمنون بمعاد و قيامة و حياة بعد الموت، كانوا يعانون من نفسية ضعيفة
منهزمة مهزوزة، فكان هذا التفاوت بين النفسيتين هو أحد العوامل المؤثرة لانتصار
المسلمين عليهم.