هذه الآية إشارة إلى ما تعرضت الآيات السابقة له حول الإيمان و الكفر، و
الاتحاد، و الاختلاف، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و آثارها و عواقبها، إذ
تقول: تِلْكَ آياتُ اللَّهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ
بِالْحَقِّ وَ مَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعالَمِينَ فكلّ هذه الآيات تحذيرات عن تلك العواقب السيئة التي تترتب على أفعال الناس
أنفسهم وَ مَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً
لِلْعالَمِينَ و إنما هي آثار سيئة يجنيها الناس بأيديهم.
و يدلّ على ذلك أن اللّه لا يحتاج إلى ظلم أحد، كيف و هو القوي المالك لكلّ
شيء و إنما يحتاج إلى الظلم الضعيف، و إلى هذا يشير قوله سبحانه وَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ
إِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ.
لآية- في الحقيقة- تشتمل على دليلين على عدم صدور الظلم منه سبحانه:
الأوّل: إن اللّه مالك الوجود كلّه فله ما في السماوات و ما في الأرض، فلا