responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 2  صفحه : 554

هؤلاء قد رجعوا إلى كتبهم السماوية التي هم أعلم منّا بها، إذا لا بدّ أن يكون ما يقولونه صحيحا. و بهذا تتزعزع عقيدتهم.

هناك سبب نزول آخر، إلّا أنّ ما ذكرناه أقرب إلى معنى الآية.

التّفسير

مؤامرة خطيرة:

تكشف هذه الآية عن خطّة هدّامة أخرى من خطط اليهود، و تقول إنّ هؤلاء لكي يزلزلوا بنية الإيمان الإسلامي توسّلوا بكلّ وسيلة ممكنة. من ذلك أنّ‌ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ‌ اتّفقوا أن يؤمنوا بما أنزل على المسلمين في أوّل النهار و يرتدّوا عنه في آخره‌ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهارِ وَ اكْفُرُوا آخِرَهُ‌.

لعلّ المقصود من أوّل النهار و آخره قصر المدة بين إيمانهم و ارتدادهم، سواء أ كان ذلك في أوّل النهار حقّا أم في أيّ وقت آخر. إنّما قصر هذه المدّة يوحي إلى الآخرين أن يظنّوا أنّ هؤلاء كانوا يرون الإسلام شيئا عظيما قبل الدخول فيه، و لكنّهم بعد أن أسلموا وجدوه شيئا آخر قد خيّب آمالهم، فارتدّوا عنه.

لا شكّ أن مثل هذه المؤامرة كانت ستؤثّر في نفوس ضعفاء الإيمان، خاصّة و أنّ أولئك اليهود كانوا من الأحبار العلماء، و كان الجميع يعرفون عنهم أنّهم عالمون بالكتب السماوية و بعلائم خاتم الأنبياء. فإيمانهم ثمّ كفرهم كان قادرا على أن يزلزل إيمان المسلمين الجديد. لذلك كانوا يعتمدون كثيرا على خطّتهم الماهرة هذه، و قوله: لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ‌ دليل على أملهم هذا.

و كانت خطّتهم تقتضي أن يكون إيمانهم بالإسلام ظاهريا، و أن يبقى ارتباطهم باتّباع دينهم.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 2  صفحه : 554
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست