responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 2  صفحه : 537

جميع أهدافكم، فلا ينبغي أن يقعد بكم اليأس عن العمل، بل اسعوا لإقناعهم بالتعاون معكم في تحقيق الأهداف المشتركة بينكم، كقاعدة للانطلاق إلى تحقيق سائر أهدافكم المقدّسة قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى‌ كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَ بَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَ لا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً.

هذه الآية تعتبر نداء «الوحدة و الاتّحاد» إلى أهل الكتاب، فهي تقول لهم:

إنّكم تزعمون- بل تعتقدون- أنّ التثليث (أي الاعتقاد بالآلهة الثلاثة) لا ينافي التوحيد، لذلك تقولون بالوحدة في التثليث. و هكذا اليهود يدعون التوحيد و هم يتكلّمون بكلام فيه شرك و يعتبرون «العزير» ابن اللّه.

يقول لهم القرآن: إنّكم جميعا ترون التوحيد مشتركا، فتعالوا نضع يدا بيد لنحيي هذا المبدأ المشترك بدون لفّ أو دوران، و نتجنّب كلّ تفسير يؤدّي إلى الشرك و الابتعاد عن التوحيد.

و الملفت للنظر أن الآية الشريفة تؤكّد موضوع التوحيد في ثلاث تعابير مختلفة، فأوّلا ذكرت‌ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ‌ و في الجملة الثانية وَ لا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً و في المرّة الثالثة قالت‌ وَ لا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ‌.

و لعلّ في هذه الجملة الأخيرة إشارة إلى أحد موضوعين:

«الأوّل»: أنّه لا يجوز تأليه المسيح، و هو بشر مثلنا و من أبناء نوعنا.

«و الثاني»: أنّه لا يجوز الاعتراف بالعلماء المنحرفين الذين يستغلّون مكانتهم و يغيّرون حلال اللّه و حرامه كيفما يحلو لهم، و لا يجوز اتّباع هؤلاء.

و يتّضح ممّا سبق من الآيات القرآنية أنّه كان هناك بين علماء أهل الكتاب جماعات يحرّفون أحكام اللّه بحسب «مصالحهم» أو «تعصّبهم». إنّ الإسلام يرى أنّ من يتّبع أمثال هؤلاء دون قيد أو شرط و هو يعلم بهم، إنّما هو يعبدهم بالمعنى الواسع لكلمة العبادة.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 2  صفحه : 537
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست