بدأ القرآن في الآيات السابقة بدعوة المسيحيّين إلى الاستدلال المنطقي، و إذ
رفضوا، دعاهم إلى المباهلة، فكان لهذا أثره في نفوسهم، فرفضوها و لكنّهم رضخوا
لشروط اعتبارهم ذمّيّين. فانتهز القرآن هذه الفرصة من استعدادهم النفسي، و عاد إلى
طريقة الاستدلال.
غير أنّ الاستدلال هذه المرّة يختلف عن الاستدلال السابق اختلافا كبيرا.
في الآيات السابقة كانت الدعوة إلى الإسلام (بكلّ تفاصيله). و لكنّ الدعوة هذه
المرّة تتّجه إلى النقاط المشتركة بين الإسلام و أهل الكتاب. و بهذا يعلّمنا
القرآن درسا، مفاده: أنّكم إذا لم توفّقوا في حمل الآخرين على التعاون معكم في