يطلبوا من الذين لم ينفع فيهم المنطق و الاستدلال التقدّم للمباهلة.
و تظهر عمومية هذا الحكم في بعض الروايات الإسلامية، فقد جاء في تفسير نور الثقلين،
ج 1 ص 351
عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّه قال: إذا كان كذلك (أي إذا لم يقبل المعاند الحقّ) فادعهم إلى المباهلة ... أصلح
نفسك ثلاثا ... و أبرز أنت و هو إلى الجبان (الصحراء) فشبّك أصابعك من يدك اليمنى
في أصابعه، ثمّ أنصفه و ابدأ بنفسك و قل: اللهمّ ربّ السماوات السبع و ربّ الأرضين
السبع عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم إن كان (فلانا) جحد حقّا و ادّعى باطلا
فأنزل عليه حسبانا (بلاء) من السماء و عذابا أليما. ثمّ ردّد الدعوة عليه ...
فإنّك لا تلبث أن ترى ذلك فيه.
و يتّضح أيضا من هذه الآية أنّه- خلافا للحملات التي يشنّها الزاعمون أنّ
الإسلام دين الرجال و ليس للمرأة فيه أيّ حساب- قد ساهمت المرأة المسلمة مع الرجل
خلال اللحظات الحسّاسة في تحقيق الأهداف الإسلامية و وقفت معه ضدّ الأعداء. إنّ
الصفحات المشرقة التي تمثّل سيرة سيّدة الإسلام فاطمة الزهراء عليها السّلام و
ابنتها السيّدة زينب الكبرى و غيرهما من نساء الإسلام اللآتي سرن على طريقهما دليل
على هذه الحقيقة.