كذلك وردت روايات بهذا المضمون في تفسير البرهان و بحار الأنوار و تفسير
العيّاشي، و كلّها تقول إنّ الآية قد نزلت في أهل البيت.
3- اعتراض و جوابه:
هنا اعتراض مشهور أورده الفخر الرازي و آخرون على نزول هذه الآية في أهل
البيت. يقول هؤلاء: كيف يمكن أن نعتبر أنّ القصد من «أبناءنا» هو الحسن و الحسين
عليهما السّلام مع أنّ «أبناء» جمع و لا تطلق على الاثنين؟ و كذلك «نساءنا» جمع،
فكيف تطلق على سيّدة الإسلام فاطمة عليها السّلام وحدها؟ و إذا كان القصد من
«أنفسنا» عليّا عليه السّلام وحده فلما ذا جاء بصيغة الجمع؟
الجواب أوّلا: كما سبق أن شرحنا بإسهاب، أنّ هناك أحاديث كثيرة في كثير من
المصادر الإسلامية الموثوق بها- شيعية و سنّية- تؤكّد نزول هذه الآية في أهل
البيت، و هي كلّها تقول إنّ النبيّ صلى اللّه عليه و آله و سلّم لم يدع للمباهلة
غير علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام، هذا بذاته قرينة واضحة لتفسير
الآية، إذ أنّ من القرائن التي تساعد على تفسير القرآن هي السنّة و ما ثبت من
أسباب النزول.
و عليه، فإنّ الاعتراض المذكور ليس موجّها للشيعة فقط، بل أنّ على جميع علماء
الإسلام أن يجيبوا عليه، بموجب ما ذكرناه آنفا.
ثانيا: إطلاق صيغة الجمع على المفرد أو المثنى ليس أمرا جديدا فهو كثير الورود
في القرآن و في غير القرآن من الأدب العربي، و حتى غير العربي.
من ذلك مثلا أنّه عند وضع قانون، أو إعداد اتّفاقية، تستعمل صيغة الجمع على
وجه العموم. فمثلا، قد يقال في اتّفاقية: إنّ المسؤولين عند تنفيذها هم الموقّعون
عليها و أبناؤهم. في الوقت الذي يمكن أن يكون لأحد الأطراف ولد واحد أو