responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 2  صفحه : 520

الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ ما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ‌.

و من الإشارة في هذه الآية إلى عذاب الدنيا نفهم أنّ الكافرين- و هم هنا اليهود- لا ينجون من العذاب. و هذا ما يؤكّده تاريخ اليهود، و من ذلك تفوّق الآخرين عليهم كما جاء في الآيات السابقة.

ثمّ أشار القرآن الكريم إلى الفئة الثانية و قال‌ وَ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ‌. ثمّ يؤكد القول: وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ‌.

تقديم مصير الكافرين على المؤمنين من أجل أن الكافرين بنبوّة المسيح عليه السّلام كانوا يشكلون الأغلبية.

و الملفت للنظر أن الآية الاولى اكتفت بذكر الكفر فقط. أمّا الآية الثانية فقرنت الإيمان بالعمل الصالح، و هذا إشارة إلى أن الكفر لوحده يكون سببا للعذاب الإلهي. و لكن الإيمان لوحده لا يكفي للنجاة، بل لا بدّ و أن يقترن بالعمل الصالح.

و جملة وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ‌ لعلّها ناظرة إلى أن جميع معاني الكفر و الأعمال السيّئة داخلة في مفهوم الظلم بمعناه الواسع. و من الواضح أن اللّه لا يحب الظالمين و لا يقدم على ظلم عباده بل يوفيهم أجورهم بالكامل.

و بعد ذكر تاريخ المسيح و بعض ما جرى له، يتّجه الخطاب إلى رسول الإسلام صلى اللّه عليه و آله و سلّم فيقول: كلّ هذا الذي سردناه عليكم دلائل صدق لدعوتك و رسالتك، و كان تذكيرا حكيما جاء بصورة آيات قرآنية نزلت عليك، تبيّن الحقائق في بيان محكم و خال من كلّ هزل و باطل و خرافة.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 2  صفحه : 520
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست