responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 2  صفحه : 422

و نعمها دائمة أبدية، لا كنعم الدنيا السريعة الزوال: خالِدِينَ فِيها.

نساؤها خلافا لكثير من غواني هذه الدنيا، ليس في أجسامهنّ و لا أرواحهنّ نقطة ظلام و خبث: وَ أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ.

كلّ هذا بانتظار المتّقين. و أسمى من ذلك كلّه، النعم المعنوية التي تفوق كلّ تصوّر و هي‌ رِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ‌.

نلاحظ أنّ الآية تبدأ بجملة: «أ أنبؤكم» الاستفهامية الموجّهة إلى الفطرة الإنسانية الواعية لكي تكون أنفذ في السامع و أعمق، ثمّ إنّ الاستفهام ينصّ على «الإنباء» التي تستعمل للأداء بخبر مهمّ جدير بالاستيعاب.

و تخبر الآية المؤمنين أنّهم إذا امتنعوا عن اللذائذ غير المشروعة و الأهواء الطاغية الممزوجة بالمعصية، فإنّهم سيفوزون في الآخرة بلذائذ مشابهة و لكن بمستوى أرفع و خالية من كلّ نقص و عيب. إلّا أنّ هذا لا يعني حرمان النفس من لذائذ الحياة الدنيا التي لهم أن يتمتّعوا بها بصورة مشروعة.

هل في الجنّة لذائذ مادّية أيضا؟

يظنّ بعضهم أنّ اللذائذ المادّية مقتصرة على الحياة الدنيا، و أنّ الحياة الأخرى خالية منها، و أنّ جميع ما جاء في القرآن عن الجنّات و الفواكه و المياه الجارية و الأزواج الطاهرة إنّما هي كناية عن مقامات و نعم معنوية من باب «كلّم الناس على قدر عقولهم».

و لكنّا ينبغي أن نقول: إنّنا بعد أن قبلنا بالمعاد الجسماني استنادا إلى الكثير من آيات القرآن الصريحة، فلا بدّ من وجود نعم تناسب الجسم و الروح و بمستوى أرفع و أعلى. و في هذه الآية إشارة إلى كليهما: ما يناسب المعاد الجسماني، و ما يناسب المعاد الروحي.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 2  صفحه : 422
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست