بالنظر لاحتمال أن تكون الآيات المتشابهات و أسرارها موضع زلل الناس، فإنّ
الراسخين في العلم المؤمنين يلجأون إلى ربّهم إضافة إلى استعمال رأسمالهم العلمي
في إدراك حقيقة الآيات. و هذا ما تبيّنه هاتان الآيتان على لسان الراسخين في
العلم، و تقولان إنّ الراسخين في العلم و المفكّرين من ذوي البصيرة لا يفتأون
يراقبون أرواحهم و قلوبهم لئلّا ينحرفوا نحو الطرق الملتوية، فيطلبون لذلك العون
من اللّه. فالغرور العلمي يخرج بعض العلماء عن مسيرهم إلى متاهات الضلال، لأنّهم
يلتفتون إلى عظمة الخلق و الخالق و تفاهة ما عندهم من علم، فيحرمون من هداية
اللّه. أمّا العلماء المؤمنون فيقولون:
رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا ....