responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 2  صفحه : 404

و ثالثا: إذا كان القصد هو أنّ الراسخين في العلم يسلّمون لما لا يعرفونه، لكان الأولى أن يقال: و الراسخون في الإيمان يقولون آمنّا به. لأنّ الرسوخ في العلم يتناسب مع العلم بتأويل القرآن، و لا يتناسب مع عدم العلم به و التسليم له.

و رابعا: أنّ الأحاديث الكثيرة التي تفسّر هذه الآية تؤكّد كلّها أنّ الراسخين في العلم يعلمون تأويله، و عليه فيجب أن تكون معطوفة على «اللّه». الشي‌ء الوحيد الباقي هو إنّ خطبة «الأشباح» للإمام علي عليه السّلام في نهج البلاغة يستفاد منها أنّ الراسخين في العلم لا يعلمون تأويل الآيات و يعترفون بعجزهم.

«و أعلم أنّ الراسخين في العلم هم الذين أغناهم عن اقتحام السدد المضروبة دون الغيوب، الإقرار بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب الحجوب»

[1].

و لكن فضلا عن كون هذه العبارة تناقض بعض الأحاديث المنقولة عنه عليه السّلام التي قال فيها: إنّ الراسخين في العلم معطوفة على «اللّه» و إنّهم عالمون بتأويل القرآن، فإنّها لا تنسجم أيضا مع الأدلّة التي سبق ذكرها [2]. و عليه فيلزم تفسير هذه الجملة من خطبه «الأشباح» بما يتّفق و الأساتيد الأخرى التي بين أيدينا.

6- نتيجة الكلام في تفسير الآية

من كلّ ما مرّ قوله تفسيرا لهذه الآية نستنتج أنّ آيات القرآن قسمان: قسم معانيها واضحة جدّا بحيث لا يمكن إنكارها و لا إساءة تأويلها و تفسيرها، و هذه هي الآيات «المحكمات». و قسم آخر مواضيعها رفيعة المستوى، أو أنّها تدور حول عوالم بعيدة عن متناول أيدينا، كعلم الغيب، و عالم يوم القيامة، و صفات اللّه، بحيث إنّ معرفة معانيها النهائية و إدراك كنه أسرارها يستلزم مستوى عاليا من‌


[1]- نهج البلاغة: الخطبة 91.

[2]- انظر تفسير نور الثقلين: ج 1 ص 315.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 2  صفحه : 404
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست