responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 2  صفحه : 259

أبو الحصين: كيف أجيز لنفسي أن أنظر إلى ولديّ يدخلان النار دون أن أفعل شيئا؟

فنزلت الآية.

التّفسير

الدين ليس إجباريّا:

إنّ آية الكرسيّ في الواقع هي مجموعة من توحيد اللّه تعالى و صفاته الجمالية و الجلالية التي تشكّل أساس الدين، و بما أنّها قابلة للاستدلال العقلي في جميع المراحل و ليست هناك حاجة للإجبار و الإكراه تقول هذه الآية: لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِ‌.

(الرشد) لغويا تعني الهداية للوصول إلى الحقيقة، بعكس (الغيّ) التي تعني الانحراف عن الحقيقة و الابتعاد عن الواقع.

و لمّا كان الدين يهتّم بروح الإنسان و فكره و مبنيّ على أساس من الإيمان و اليقين، فليس له إلّا طريق المنطق و الاستدلال و جملة: لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ‌ في الواقع إشارة إلى هذا المعنى، مضافا إلى أنّ المستفاد من شأن نزول هذه الآية و أنّ بعض الجهلاء طلبوا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم أن يقوم بتغيير عقائد الناس بالإكراه و الجبر فجاءت الآية جوابا لهؤلاء و أنّ الدين ليس من الأمور التي تفرض بالإكراه و الإجبار و خاصّة مع كلّ تلك الدلائل الواضحة و المعجزات البيّنة التي أوضحت طريق الحقّ من طريق الباطل، فلا حاجة لأمثال هذه الأمور.

و هذه الآية ردّ حاسم على الذين يتهمّون الإسلام بأنّه توسّل إحيانا بالقوّة و بحدّ السيف و القدرة العسكرية في تقدّمه و انتشاره، و عند ما نرى أنّ الإسلام لم يسوّغ التوسل بالقوّة و الإكراه في حمل الوالد لولده على تغيير عقيدته الدينيّة فإنّ واجب الآخرين بهذا الشأن يكون واضحا، إذ لو كان حمل الناس على تغيير

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 2  صفحه : 259
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست