responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 2  صفحه : 173

شديدة تجاه زواج زوجاتهم السابقة من آخرين، و ما ذلك سوى نزعة جاهلية فحسب‌ [1].

في الآية السابقة «بلوغ الأجل» يعني بلوغ أواخر أيام العدّة، و لكن في هذه الآية المقصود هو انقضاء آخر يوم من العدّة، بقرينة الزواج المجدّد. فالغاية في الآية السابقة جزء من المغيا و في الآية محل البحث خارجة عن المغيا.

و يتبين من هذه الآية أنّ الثيّبات- أي اللّواتي سبق لهنّ الزواج ثمّ طلّقن أو مات أزواجهنّ- إذا شئن الزّواج ثانية فلا يلزمهنّ موافقة أوليائهنّ أبدا.

ثمّ تضيف الآية و تحذّر ثانية و تقول: ذلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ ثمّ من أجل التأكيد أكثر تقول: ذلِكُمْ أَزْكى‌ لَكُمْ وَ أَطْهَرُ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ وَ أَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ‌.

يشير هذا المقطع من الآية إلى أنّ هذه الأحكام قد شرّعت لمصلحتكم غاية الأمر أنّ الأشخاص الّذين ينتفعون بها هم الّذين لهم أساس عقائدي من الإيمان باللّه و المعاد و لا يتبّعون أهوائهم.

و بعبارة اخرى أنّ هذه الجملة تقول: أنّ نتيجة العلم بهذه الأحكام يصبّ في مصلحتكم، لكنّكم قد لا تدركون الحكمة و الغاية منها لجهلكم و قلّة معارفكم، و اللّه هو العالم بكلّ الأسرار، و لذلك قرّر هذه الأحكام و شرّعها لما فيها من تزكيتكم و حفظ طهارتكم.

و الجدير بالذّكر أنّ الآية تشير إلى أنّ العمل بهذه الأحكام يستوجب:

(التزكية) و (الطهارة) فتقول‌ أَزْكى‌ لَكُمْ وَ أَطْهَرُ يعني أنّ العمل بها يطهّر أفراد العائلة من مختلف الأدناس و الخبائث، و كذلك يوجب لهم الخير و البركة و التكامل‌


[1]- رجح البعض التفسير الثاني لأن المخاطب في الآيات السابقة هو الأزواج و لكنه يشكل بأن تعبير «أزواجهن» يكون تعبيرا مجازيا بالنسبة إلى الأزواج مضافا إلى انه لا ينسجم مع شأن النّزول.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 2  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست