responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 16  صفحه : 87

فالبعض ذهب إلى أنّه الرب الذي نزل إلى الأرض! و بعض آخر اعتبره ابن ربّه.

و آخرون بأنّه أحد الأقانيم الثلاثة (الذوات المقدسة الثلاثة: الأب، و الابن، و روح القدس).

و هناك فئة قليلة فقط هم الذين اعتبروه عبد اللَّه و رسوله، غير أن عقيدة الأغلبية هي التي هيمنت، و عمت مسألة التثليث و الآلهة الثلاثة عالم المسيحية.

و قد نقل في هذا الباب حديث تاريخي جميل أوردناه في ذيل الآية (36) من سورة مريم.

و يحتمل أيضا في تفسير الآية، أنّ هذا الاختلافات لم يكن بين المسيحيين و حسب، بل حدث بين اليهود و النصارى في المسيح، فغالى أتباعه فيه، و أو صلوه إلى مقام الألوهية، في حين اتهمه و أمّه الطاهرة أعداؤه بأشنع الاتهامات، و هكذا سلوك الجاهلين و عرفهم، بعضهم صوب الإفراط، و آخرون نحو التفريط، أو هم- على حد تعبير أمير المؤمنين علي عليه السّلام- بين محب غال و بين مبغض قال، حيث‌

يقول عليه السّلام: «هلك فيّ رجلان: محب غال، و مبغض قال» [1]!

و كم هي متشابهة أحوال هذين العظيمين! و هددهم اللَّه سبحانه في نهاية الآية بعذاب يوم القيامة الأليم، فقال: فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ‌ [2].

نعم، إنّ يوم القيامة يوم أليم، فطول حسابه أليم، و عقوباته أليمة، و حسرته و غمه أليمان، و خزيه و فضيحته أليمان أيضا.

***
______________________________

(1)- نهج البلاغة. الكلمات القصار: 117.

(2)- ينبغي الانتباه إلى أن (أليم) صفة لليوم لا للعذاب.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 16  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست