responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 16  صفحه : 14

خلقهم للرحمة وَ لِذلِكَ خَلَقَهُمْ‌ [1]، و لهذا فإنّ إعراضكم و عنادكم سوف لا يمنع لطفه مطلقا، و ينبغي أن لا يفتر النّبي صلى اللَّه عليه و آله و سلّم و المؤمنون الحقيقيّون، فإنّ لهذا الإعراض عن الحق و اتباع الشهوات و الهوى و الميول تاريخا طويلا.

لكن، و من أجل أن لا يتصور هؤلاء بأنّ لطف اللَّه اللامتناهي سيحول دون عقابهم في النهاية، لأنّ العقاب بنفسه من مقتضى حكمته، و لذلك يضيف في الآية التالية: فَأَهْلَكْنا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً وَ مَضى‌ مَثَلُ الْأَوَّلِينَ‌.

فالآية تخاطب النّبي صلى اللَّه عليه و آله و سلّم، بأنّنا سبق و أن ذكرنا لك نماذج كثيرة من هذه الأقوام العاصية الطاغية، و أوحينا إليك تفصيل حالهم بدون زيادة أو نقصان، و كان من بينهم أقوام أقوى و أشدّ من مشركي العرب كثيرا، و لهم إمكانيّات و ثروات و أفراد و جيوش و إمكانات واسعة ... كفرعون و آل فرعون، و التاريخ، و أوضح من ذلك أن تتدبّروا ما نزل في القرآن في شأنهم لتعلموا أيّها الطغاة المعاندون أنّكم لستم في مأمن من عذاب اللَّه الأليم أبدا.

«البطش»- كما يقول الراغب في المفردات- بمعنى أخذ الشي‌ء بالقوّة، و هنا اقترن بكلمة «أشدّ» و تعطي مفهوم شدّة القوّة و القدرة أكثر.

و الضمير في‌ مِنْهُمْ‌ يعود على مشركي العرب الذين خوطبوا في الآيات السابقة، إلّا أنّهم ذكروا هنا بصيغة الغائب، لأنّهم ليسوا أهلا للاستمرار في مخاطبتهم من قبل اللَّه تعالى.

و اعتبر بعض كبار المفسّرين جملة وَ مَضى‌ مَثَلُ الْأَوَّلِينَ‌ إشارة إلى المطالب التي جاءت في السورة السابقة- سورة الشورى- حول جماعة من هؤلاء. إلّا أنّه لا دليل لدينا على هذا التحديد، خاصّة و أنّه قلّما أشير إلى حوادث الأمم الماضية في سورة الشورى، في حين وردت بحوث مفصّلة حولهم في سور أخرى من القرآن.


[1]- هود، الآية 119.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 16  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست