responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 16  صفحه : 103

تقول الآية: قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ‌ لأن ايماني باللّه أقوى من ايمانكم جميعا، و معرفتي به أكبر، و عليه فيجب أن أعظّم ولده و أطيعه قبلكم.

و بالرغم من أنّ مضمون هذه الآية بدا معقدا لجماعة من المفسّرين، فذكروا توجيهات مختلفة له كان بعضها عجيبا جدّا [1]، لكن لا يوجد في الواقع أي تعقيد في محتوى الآية، و هذا الأسلوب الرائع يستعمل مع الأفراد العنودين المتعصبين، كما لو قال شخص: إنّ فلانا أعلم من الجميع، في حين أنّه لا يعلم شيئا، فيقال له:

إذا كان هو الأعلم فأنا أوّل من يتبعه، و ذلك ليبذل القائل جهده في البحث عن دليل يدعم به مدعاه، و عند ما يصطدم بصخرة الواقع يستيقظ من غفلته.

غاية ما في الأمر أنّ هناك نكتتين يجب الالتفات إليهما:

الأولى: أنّ العبادة لا تعني العبادة في كل الموارد، فقد تأتي أحيانا بمعنى الطاعة و التعظيم و الاحترام، و هي هنا بهذا المعنى، فعلى فرض أن للّه ولدا- و هو فرض محال- فلا دليل على عبادته، لكنّه لما كان- طبقا لهذا الفرض- ابن اللّه فيجب أن يكون مورد احترام و تقدير و طاعة.

و الأخرى: أنّ (لو) تستعمل بدل (أن) في مثل هذه الموارد عادة في أدب العرب، و هي تدل على كون الشي‌ء مستحيلا، و إنّما لم تستعمل في الآية- مورد البحث- مماشاة و انسجاما في الكلام مع الطرف المقابل.

و على هذا، فإنّ النّبي الأكرم صلى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: لو كان للّه ولد لبادرت قبلكم إلى احترامه و تعظيمه، ليطمئن هؤلاء من استحالة أن يكون للّه ولد.

بعد هذا الكلام ذكرت الآية دليلا واضحا على نفي هذه الادعاءات، فقالت:


[1]- فمثلا: إنّ بعض المفسّرين قد فسّر (إن) هنا بمعنى النفي، و (أنا أول العابدين) بمعنى أول من عبد اللّه، و على هذا التّفسير فإن معنى الآية يصبح: لا ولد للّه أبدا، و أنا أوّل من عبد للّه! و فسر البعض الآخر (العابدين) بالذي يأبى العبادة، و على هذا يكون المعنى: إنّ كان للّه ولد فإني سوف لا أعبد مثل هذا الرب أبدا، لأنه بأبوته لا يمكن أن يكون ربا.

و واضح أن مثل هذه التفاسير لا تنسجم مع ظاهر الآية بأي وجه من الوجوه.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 16  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست