responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 16  صفحه : 100

صراخهم، و لا صريخ لهم.

أمّا لماذا لا يطلب هؤلاء الموت من اللّه مباشرة، بل يقولون لمالك: لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ‌؟ فلأنّهم في ذلك اليوم محجوبون عن ربّهم، كما نقرأ ذلك في الآية (15) من سورة المطففين: كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ‌ و لذلك يطلبون طلبتهم هذه من ملك العذاب. أو بسبب أن مالكا ملك مقرب عند اللّه سبحانه.

و تقول الآية الأخرى، و التي هي في الحقيقة علة لخلود هؤلاء في نار جهنم:

لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِّ وَ لكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ‌.

و للمفسّرين رأيان مختلفان في أن هذا الكلام هل هو من قبل مالك خازن النّار، و أن ضمير الجمع يعود على الملائكة و منهم مالك، أم أنّه كلام اللّه تعالى؟

السياق يوجب أن يكون الكلام كلام مالك، لأنّه أتى بعد كلامه السابق، إلّا أنّ محتوى نفس الآية ينسجم مع كونه كلام اللّه تعالى، و الشاهد الآخر لهذا الكلام الآية (71) من سورة الزمر: وَ قالَ لَهُمْ خَزَنَتُها أَ لَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ‌ فهنا يعد الملائكة الرسل هم الذين جاؤوا بالحق، لا هم.

و للتعبير «بالحق» معنى واسع يشمل كل الحقائق المصيرية، و إن كانت مسألة التوحيد و المعاد و القرآن تأتي في الدرجة الأولى.

و هذا التعبير يشير- في الحقيقة- إلى أنّكم لم تخالفوا الأنبياء فحسب، و إنّما خالفتم الحق في الواقع، و هذه المخالفة هي التي ساقتكم إلى العذاب الخالد الأبدي.

و تعكس الآية التالية جانبا من كراهية هؤلاء للحق و اشمئزازهم منه، و كذلك مناصرتهم للباطل و التمسك به، فتقول: أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ‌ [1] فقد حاك هؤلاء الأشرار الدسائس و دبروا المؤامرات لإطفاء نور الإسلام، و قتل النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلَّم و لم يتورعوا في إنزال الضربات بالإسلام و المسلمين ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.


[1]- «أم» في الآية منقطعة، و هي بمعنى (بل) و الإبرام بمعنى الإحكام.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 16  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست