responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 93

ثمّ أشارت إلى جانب آخر من هذه القصّة، فقالت: وَ إِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى‌ و من هنا يتّضح مقام آدم العظيم، آدم الذي سجدت له الملائكة، و أبدت هذه المخلوقات العظيمة احترامها إيّاه. كما أنّ عداوة إبليس تجلّت له ضمنا من أوّل الأمر إذ لم يخضع لآدم و لم يعظمه.

لا شكّ أنّ السجدة لا تعني السجدة الخاصّة بعبادة اللّه، و لا أحد أو موجود يستحقّ أن يكون معبودا من دون اللّه سبحانه، و بناء على هذا فإنّ هذه السجدة كانت للّه، غاية ما هناك أنّها كانت من أجل خلق هذا الموجود العظيم. أو أنّ السجدة هنا تعني الخضوع و التواضع.

على كلّ حال، فإنّ اللّه سبحانه تعالى أنذر آدم بقوله‌ فَقُلْنا يا آدَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَ لِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى‌.

من الواضح أنّ الجنّة هنا لا يراد منها جنّة الخلود في العالم الآخر، و التي هي نقطة تكامل لا يمكن الخروج منها أو التراجع عن نعيمها، بل كانت بستانا فيه كلّ شي‌ء ممّا في بساتين هذه الدنيا، و لم يكن فيها نصب و لا غصّة بلطف اللّه، و لذلك فإنّ اللّه سبحانه قد أنذر آدم بأنّك إن خرجت من هذا النعيم فإنّك ستشقى. و كلمة «تشقى» من مادّة الشقاء، و أحد معانيها الألم و المشقّة.

سؤال: لماذا خاطب اللّه الإثنين معا- أي آدم و حواء- في بداية الأمر فقال:

فَلا يُخْرِجَنَّكُما إلّا أنّه ذكر نتيجة الخروج بصيغة المفرد في شأن آدم فقط فقال:

فَتَشْقى‌؟

و الجواب هو: إنّ هذا الاختلاف في التعبير قد يكون إشارة إلى أنّ الآلام و الأتعاب كانت تصيب آدم في الدرجة الأولى، فإنّه كان مأمورا بتحمّل مسئوليات زوجته أيضا، و هكذا كانت مسئولية الرجال من بداية الأمر. أو أنّ العهد لما كان من البداية على عاتق آدم، فإنّ النهاية أيضا ترتبط به.

ثمّ يبيّن اللّه لآدم راحة الجنّة و هدوأها، و ألم و مشقّة الخروج منها، فيقول:

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست