و خطئه،
فابتلاه اللّه بمرض غامض خفي جعله ما دام حيّا لا يمكن لأحد أن يمسّه، و إذا مسّه
فسيبتلى بالمرض. أو أنّ السامري قد ابتلي بمرض نفسي و وسواس شديد، و الخوف من كلّ
إنسان، إذ كان بمجرّد أن يقترب منه أي إنسان يصرخ (لا تمسّني)
[1].
و العقاب
الثّاني: إنّ موسى عليه السّلام قد أسمعه و أعلمه بجزائه في القيامة فقال:
الأوّل: إنّ
جملة لَنُحَرِّقَنَّهُ تدلّ على أنّ العجل كان جسما
قابلا للاشتعال، و هذا يؤيّد عقيدة من يقولون: إنّ العجل لم يكن ذهبيّا، بل تبدّل
إلى موجود حي بسبب تراب قدم جبرئيل.
و نقول في
الجواب: إنّ ظاهر جملة جَسَداً لَهُ خُوارٌ
هو أنّ العجل كان جسدا لا روح فيه، كان يخرج منه صوت يشبه خوار العجل، بالطريقة
التي قلناها سابقا. أمّا مسألة الإحراق فمن الممكن أن تكون لأحد سببين:
أحدهما: إنّ
هذا التمثال لم يكن ذهبيّا خالصا، بل يحتمل أن يكون من الخشب، ثمّ إلي بالذهب.
و الآخر:
إنّه على فرض أنّه كان من الذهب فقط، فإنّ إحراقه كان للتحقير و الإهانة و تعرية
شكله الظاهري و إسقاطه، كما تكرّر هذا الأمر في تماثيل الملوك
[2]- (لن تخلفه) فعل مبني للمجهول نائب فاعله
السامري، و ضميره مفعول ثان، و فاعل الفعل في الأصل هو اللّه، و معنى الجملة في
الجملة: إنّ لك موعدا لا يخلفه اللّه لك.