كانوا يعدّون
الأيّام يوما بعد يوم و هم يترقّبون وفاة النّبي و كانوا قد أعدّوا أنفسهم ليطعنوا
الإسلام الفتيّ طعنة نجلاء، و لذا نرى أنّ أصحاب الردّة- المناوئين للإسلام- قد
ثاروا مباشرة في زمان أبي بكر، و لولا اتّحاد المسلمين و فطنتهم و حذرهم لكان من
الممكن أن ينزلوا بالإسلام ضربات قاسية، و من أجل ذلك سكت علي عليه السّلام عن
حقّه لئلّا يستغلّ العدو هذا الأمر.
ثمّ إنّ
هارون- مع أنّ موسى كان على قيد الحياة- قال بصراحة ردّا على ملامة أخيه له على
تقصيره: إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي
إِسْرائِيلَ[1] و هو يوحي بأنّه أيضا قد تراجع بعض الشيء نتيجة
الخوف من الاختلاف.