روى الشيخ الكليني رحمه اللّه في الكافي عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن
بن محبوب، عن أبي ولّاد الحنّاط، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام، قال: قلت له:
جعلت فداك، يروون أنّ أرواح المؤمنين في حواصل طيور خضر حول العرش، فقال: «لا،
المؤمن أكرم على اللّه من أن يجعل روحه في حوصلة طير، و لكن في أبدان كأبدانهم» [1].
هذا الحديث يشير إلى مصير روح الإنسان، فهي من جهة تشبه هذا الجسم المادّي،
إلّا أنّه يمتلك نوعا من التجرّد البرزخي.
7- كما نقرأ
في حديث آخر جاء في كتاب الكافي عن الإمام الصادق عليه السّلام: سألته عن أرواح المؤمنين فأجاب: «في حجرات في الجنّة،
يأكلون من طعامها و يشربون من شرابها. و يقولون ربّنا أقم لنا الساعة و أنجز لنا
ما وعدتنا» [2].
8-
روى صاحب الكافي عن سهل بن زياد، عن إسماعيل بن مهران، عن درست بن أبي منصور،
عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السّلام، قال: «إنّ الأرواح في صفة الأجساد في شجرة في الجنّة تعارف،
فإذا تساءل قدّمت الروح على الأرواح تقول: دعوها فإنّها قد أفلتت من هول عظيم، ثمّ
يسألونها: ما فعل فلان؟ و ما فعل فلان؟ فإن قالت لهم: تركته حيّا ارتجوه، و إن
قالت لهم: قد هلك، قالوا: قد هوى هوى» [3].
تقصد الأحاديث أعلاه بالجنّة و النّار البرزخيتين، و ليس العائدتين ليوم
القيامة، و الفرق بينهما كبير.
و الأحاديث في هذا المجال عديدة، و قد رتّبت في أبواب مختلفة نشير إلى قسم
منها:
[1]- كتاب الكافي، حسبما نقله بحار
الأنوار، المجلّد السادس، صفحة 268.