تناولت الآيات السابقة بحوثا في المعاد و الملك و الحكم و الربوبيّة، أمّا هذه
الآيات فقد تناولت نفي الشرك، و استعرضت جانبا من انحرافات المشركين.
وردّتها عليهم بالأدلّة الساطعة، قائلة: مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَ ما كانَ مَعَهُ مِنْ
إِلهٍ.
إنّ الإعتقاد بوجود ابن للّه لا ينحصر في المسيحيين الذين يرون النّبي عيسى
عليه السّلام ابنا حقيقيّا له! فقد كان المشركون يرون الملائكة بنات للّه، و لعلّ
المسيحيين أخذوا هذه الفكرة من المشركين القدماء، و على أساس أنّ الولد جزء من
الأب، فلذلك اعتقدوا بأنّ الملائكة أو المسيح عليه السّلام لهم حصّة من الالوهيّة،
و هذا أوضح مظهر للشرك.