responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 492

فيأتي الجواب نابعا من الفطرة التي فطرة اللّه الناس عليها، و هي الاعتراف بربوبيّته تعالى‌ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ‌ و بعد هذا الاعتراف الواضح فلما ذا لا تخافون اللّه، و لا تعترفون بالمعاد و بعث الإنسان مرّة ثانية: قُلْ أَ فَلا تَتَّقُونَ‌.

و اسألهم مرّة أخرى عن سيادة اللّه على السماوات و الأرض‌ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ. و من الذي يجير اللاجئين و جميع المحرومين و لا يحتاج إلى اللجوء إلى أحد: وَ هُوَ يُجِيرُ وَ لا يُجارُ عَلَيْهِ‌، إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ‌.

فيعترفون بأنّ العالم و مالكيته و حكومته و إجارة الآخرين يعود للّه فقط سَيَقُولُونَ لِلَّهِ‌.

قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ‌ أي: كيف تقولون: إنّ الرّسول صلى اللّه عليه و آله و سلّم سحركم رغم كلّ هذا الاعتراف و الإقرار منكم؟! إنّها لحقائق اعترفتم بها في كلّ مرحلة، فقد أقررتم بأنّه سبحانه مالك الوجود و خالقه، و أنّه المدير و المدبّر و الحاكم و الملجأ، فكيف لا يستطيع من له كلّ هذه القدرة و الحكم و الحكمة، إعادة الإنسان إلى تراب و بعثه ثانية كما خلقه أوّل مرّة؟

لماذا تفرّون من الخضوع للحقيقة؟ و لماذا تتّهمون النّبي الأكرم بالسحر و قلوبكم تعترف بهذه الحقائق؟! و أخيرا يقول القرآن في عبارة مختصرة ذات دلالة كبيرة بأنّه ليس سحرا و لا شعوذة و لا شي‌ء آخر: بَلْ أَتَيْناهُمْ بِالْحَقِّ وَ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ‌.

لقد بيّن اللّه الحقائق للناس بإرساله الأنبياء و الرسل إليهم و لكنّهم عصوا أمره، و لم يستجيبوا له فيما يحييهم من عبادته و إقامة أحكامه الهادية لكلّ خير، المنقذة من كلّ شرّ.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 492
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست