و قد رسمت الآيات السابقة صورة واضحة لصفات هذه القدوة من المؤمنين، فبدأت
أوّلا بالخوف الممتزج بتعظيم اللّه، و هو الدافع إلى الإيمان به و نفي الشرك عنه.
و انتهت بالإيمان بالمعاد حيث محكمة العدل الإلهي، الذي يشكّل الشعور بالمسؤولية.
و يدفع الإنسان إلى كلّ عمل طيّب. فهي تبيّن أربع خصال للمؤمنين و نتيجة واحدة.
(فتأمّلوا جيدا).
قوله «يسارعون» من باب «مفاعلة» و تعني «التسابق»، و هو تعبير جميل يصوّر حال
المؤمنين و هم يتسابقون إلى هدف كبير سام. كما يبيّن تنافسهم في إنجاز الأعمال
الصالحة دون ملل و كلل.