responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 47

ثمّ تشير إلى واحدة من النعم المعنوية المهمّة، فتقول: وَ واعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ‌، و هذه إشارة إلى حادثة ذهاب موسى عليه السّلام مع جماعة من بني إسرائيل إلى مكان ميعادهم في الطور، ففي ذلك المكان أنزل اللّه سبحانه ألواح التوراة على موسى و كلّمه، و شاهدوا جميعا تجلّي اللّه سبحانه‌ [1].

و أخيرا أشارت إلى نعمة ماديّة مهمّة من نعم اللّه الخاصّة ببني إسرائيل، فتقول: وَ نَزَّلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَ السَّلْوى‌ ففي تلك الصحراء كنتم حيارى، و لم يكن عندكم شي‌ء من الطعام المناسب، فأدرككم لطف اللّه، و رزقكم من الطعام الطيّب اللذيذ ما كنتم بأمسّ الحاجة إليه.

و للمفسّرين بحوث كثيرة فيما هو المراد من (المنّ و السلوى)، بيّناها في ذيل الآية (57) من سورة البقرة، بعد ذكر آراء المفسّرين الآخرين و قلنا: إنّه ليس من البعيد أن يكون «المنّ» نوعا من العسل الطبيعي كان موجودا في الجبال المجاورة لتلك الصحراء، أو نوعا من السكريات المولدة للطاقة من نباتات خاصّة كانت تنمو في أطراف تلك الصحراء. و السلوى نوع من الطيور المحلّلة اللحم شبيها بالحمام. و لمزيد التوضيح راجع تفسير الآية (57) من سورة البقرة.

ثمّ تخاطبهم الآية التالية بعد ذكر هذه النعم الثلاث العظيمة، فتقول‌ كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَ لا تَطْغَوْا فِيهِ‌.

الطغيان في النعمة هو أن يتّخذ الإنسان هذه النعم وسيلة للذنب و الجحود و الكفران و التمرّد و العصيان، بدل أن يستغلّها في طاعة اللّه و سعادته، تماما كما فعل بنو إسرائيل حيث تمتّعوا بكلّ هذه النعم ثمّ ساروا في طريق الكفر و الطغيان و المعصية. و لذلك حذّرتهم الآية بعد ذلك فقالت:


[1]- الشرح المفصل لهذه الحادثة في سورة الأعراف ذيل الآيتين 155- 156.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست